أخبار مهمةالأوقافشهر رمضان المباركعاجل

خواطر رمضانية: الخاطرة الثامنة : تصومُ عن الأكلِ والشربِ ولا تصومُ عن التدخين ، للدكتور محمد حرز

خواطر رمضانية: الخاطرة الثامنة : تصومُ عن الأكلِ والشربِ ولا تصومُ عن التدخين ، للدكتور محمد حرز

 

لتحميل الخاطرة الثامنة: تصومُ عن الأكلِ والشربِ ولا تصومُ عن التدخين ، للدكتور محمد حرز.

 

لتحميل الخاطرة الثامنة : تصومُ عن الأكلِ والشربِ ولا تصومُ عن التدخين ، للدكتور محمد حرز.

 

ولقراءة الخاطرة الثامنة : تصومُ عن الأكلِ والشربِ ولا تصومُ عن التدخين : كما يلي:

خواطر رمضانية

الخاطرة الثامنة : تصومُ عن الأكلِ والشربِ ولا تصومُ عن التدخين

        الحمد لله الذي خضع كل شيء لإرادته ,وذل كل شيء لعزته ,وتواضع كل شيء لكبريائه واستسلم كل شيء لقدرته   ,الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا علي الظالمين .وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه ُأول بلا ابتداء وآخر بلا انتهاء الوتر الصَّمَدُ  الذي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ البشير النذير ,السراج المنير , خير الأنبياء مقاما, وأحسن الأنبياء كلاما ,  الداعي إلي خير الأقوال وأحسن الأفعال , أرسله ربه والناس صنفان مغضوب عليهم جفاة وضالون غلاة,  فجاء بالدين الوسط وحذر من الزيغ والشطط وتركنا علي المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ولا يتمسك بها إلا كل مفلح راشد .

 فاللهم صل وسلم وذد وبارك عليه وعلي أله وصحبه,  وكل من سار علي نهجه واقتفي أثره إلي يوم الدين …………….

أما بعد فمن العجيب أيها الأخيار أن يصوم المسلم عن الأكل والشرب والجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ولا تصومُ عن التدخين…. مالكم كيف تحكمون ؟ فإننا اليوم على موعد مع موضوع خطير من موضوعات الساعة .. ومرض مدمر من أمراض المجتمع .وكيف لا يكون كذلك ؟ .. وهو عدو شرس يقتل الروح ,قبل أن يقتل البدن .. ويفتك بالعقل قبل أن يفتك بالجسد .. ويسلب الدين قبل أن يسلب الدنيا .إنه مرض سرطاني خطير مدمر قلما يعافي منه إنسان  إلا ما رحم رب الأرض والسماء ,إنه داء عضال حذر منه سيد الرجال, ,إنه داء يهدم البيوت ويشرد الأسري ويفسد المجتمع  ولا حول ولا قوة إلا بالله,  أنه التدخين ( فالتدخين هو القاتل البطئ ) كيف بك أخي المسلم تصوم عن المباحات وتفطر على الحرام وعلى التدخين ؟ الكثير من المدخنين يعانون من ارتفاع الأسعار ولا يعانون من التدخين واضراره وتبذير أمواله فيما لا يرضي الله جل وعلا .

فالتدخين هو الكارثة الصحية الأولي في العالم وهو السوس الذي ينخر في جسد هذه الأمة ولا حول ولا قوة إلا بالله .

أيها السادة : مما لا شك فيه أن الإسلام العظيم حريص كل الحرص علي صحة الإنسان, وعن جسده ولم لا والصحة والجسد من الأمور التي سيسأل عنها أمام ملك الملوك وجبار السماوات والأرض  الجسد والصحة فعن أبي برزة الاسلمى  ” لا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ: عَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ جَسَدِهِ فِيمَا أَبْلاهُ، وَعَنْ مَالِهِ فِيمَا أَنْفَقَهُ وَمِنْ أَيْنَ كَسَبَهُ،وَعَنْ عَلِمهِ مَاذَا عَمِلَ فِيهِ؟”.

      لذا قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ شَبَابَك قَبْلَ هَرَمِك ، وَصِحَّتَك قَبْلَ سَقَمِك ، وَغِنَاك قَبْلَ فَقْرِك ، وَفَرَاغَك قَبْلَ شُغْلِك ، وَحَيَاتَك قَبْلَ مَوْتِك }

فبالله عليك يا من تدخن هل اغتنمت الصحة قبل المرض كما قال سيد البشريةr وابتعدت عن التدخين أم أنت خالفت كلام النبي صلى الله عليه وسلم ولا تزال تدخن

بل التدخين له من الأضرار الدينية والمالية والبدنية و الاجتماعية الكثير والكثير .

من أضرار التدخين الدينية : أن التدخين معصية وليست أي معصية, فهناك فرق بين من عصي الله في السر, وبين من عصي الله في السر وفضح نفسه, وبين من عصي الله عياناً بياناً علي مرئي للجميع  , فمن عصي الله في السر أهون عند الله لأنه ما معصوم إلا المعصوم ,وماتت العصمة يوم مات المعصوم صلى الله عليه وسلم,  إن تاب الإنسان تاب الله عليه, أما من عصي الله في السر ثم فضح نفسه, فهذا علي خطر عظيم

لقول سيد النبيين rكما في حديث أَبَي هُرَيْرَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرِينَ وَإِنَّ مِنْ الْمُجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلًا ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ فَيَقُولَ يَا فُلَانُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ)

هذا من عصي الله وستره الله ثم فضح نفسه, فما بالك بمن عصي الله عياناً بياناً وهذا هو شأن المدخن وهذا أخطر ما في التدخين أنك تعصي الله علي مرئي للجميع ولا تستحي من الله

 ولله در القائل

إذا لم تخشي عاقبة الليالي ولم تستح فاصنع ما تشاء

فلا والله ما في العيش خير ولا الدنيا إذا انعدام الحياء

ويحك يا مدخن  !! إن كنت قد تجرأت على معصية الله وأنت تعتقد أن الله لا يراك فما أعظم كفرك بالله !!! .

ويحك يا مدخن  !! إن كنت قد تجرأت على معصية الله مع علمك أن الله يراك فما أشد وقاحتك وأقل حياءك من الله .

بل أخطر ما في التدخين أن تعلم أن التدخين يؤدي إلي هلاك الإنسان, ونفسك ليست ملكاً لك فأنت لم تخلقها ولا عضوا من أعضائك ولا خلية من خلاياك وإنما نفسك وديعة وأمانة استودعك الله إياها فلا يجوز لك أن تفرط فيها قال تعالي (وَلا تَقْتُلُواْ أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكمْ رَحِيمًا). 

قال ربنا (وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ  }

فالذي يشرب التدخين وهو يقرأ علي علبة السجائر أن التدخين يؤدي إلي الموت فمعني أن الإنسان يشرب ويموت بأثر التدخين فقد قتل نفسه لماذا؟ لأنه يقر بما هو مكتوب علي العلبة ولا حول ولا قوة إلا بالله فإياك أن تقتل نفسك بالتدخين  لأنه من مات منتحراً دخل النار ولا حول ولا قوة إلا بالله

 ففي الصحيحين منْ  حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ يَتَرَدَّى فِيهِ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا وَمَنْ تَحَسَّى سُمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَسُمُّهُ فِي يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا  فِيهَا أَبَدًا وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَجَأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا) وصدق المصطفي rإذ يقول كما في حديث  أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي يَخْنُقُ نَفْسَهُ يَخْنُقُهَا فِي النَّارِ وَالَّذِي يَطْعُنُهَا يَطْعُنُهَا فِي النَّارِ)

فالتدخين حرام شرعا  كما أصدرت دار الإفتاء بحرمة التدخين وأجمعت الأمة علي حرمة التدخين لماذا ؟ لأنه من طريق الشيطان ] ‏ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ [ [المائدة: 90 ، 91].

فمن أسباب تحريم الخمر والميسر الصد عن الذكر وعن الصلاة والتدخين عادة يصد الإنسان عن ذكر الله وعن الصلاة

   فالتدخين حرام لأن الشريعة الإسلامية تقول درء المفاسد مقدم علي جلب المنافع.

 فالتدخين من المفاسد بل هو من الخبائث قال ربنا  ] الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ [.سورة  المائدة

فالتدخين معلوم بالفطرة السليمة، والعقل السليم، والشرع الحكيم أن ما كانت مفسدته أعظم من مصلحته وجب تجنبه والابتعاد عنه، وحرم تعاطيه، بدليل قول الله تعالى: ] ‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ  إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ [ [المائدة: 90 ، 91].

     فلقد حرم الله الخمر لأن ضررها أكبر من نفعها فما بالك والتدخين ليس فيه منفعة واحدة   . فالتدخين حرام لقول النبي المختار rكما في حديث  ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ) والتدخين كله ضرر أليس كذلك ؟!بالله عليك هل يوضع التدخين في ميزان حسناتك أم ميزان سيئاتك !!بالله لماذا لا يشرب التدخين في المساجد ؟

وكما يحرم شرب الدخان يحرم بيعه والاتجار به واستيراده فثمنه سحت والاتجار به حرام  قال صلى الله عليه وسلم: (وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا حَرَّمَ عَلَى قَوْمٍ أَكْلَ شَيْءٍ حَرَّمَ عَلَيْهِمْ ثَمَنَهُ) .. رواه الإمام أحمد وأبو داود وهو صحيح،

فاتقوا الله عباد الله: وانظروا في العواقب فإن في الحلال غنية عن الحرام وقد ورد في الحديث عنه rقوله: (إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعصية الله فإن ما عند الله لا يطلب إلا بطاعته)

أما ضرر التدخين على البدن: فهو يسبب أمراض خطيرة فهو يضعفه بوجه عام ,ويضعف القلب ويسبب مرض السرطان بوجه عام مثل  سرطان الرئة ,  وسرطان الحنجرة  , ومرض السل ومرض السعال في الصدر ويجلب البلغم والأمراض الصدرية، ويقلل شهوة الطعام ويفسد الذوق والمزاج، ويضعف شهوة النكاح، ويشوه الوجه بحيث يجعله كالا وتظهر على صاحبه زرقة وصفرة تعم بدنه. وتراه سريع الغضب

  وأما ضرره في المال: فحدث ولا حرج إسراف وتبذير والتبذير حرام قال ربنا { وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (27) } سورة  الإسراء

فاسأل من يدخن كم ينفق علي التدخين  من الجنيهات في كل يوم وليلة؟

 وقد يكون فقيرا ليس عنده قوت يومه وليله ومع هذا فهو يقدّم الدخان على شراء مستلزمات الحياة، ولو فكر هذا المسكين في ما ينفق في هذا السم الخبيث وصرف هذا المال علي أولاده وزوجته أو لمستحقيه من الفقراء  ليجدوا لقمة يسدون بها رمقهم لكسب بذلك الأجر والمغفرة من الله ولكن قل من يتذكر ويتعظ؟

    وأما ضرر  شرب الدخان في المجتمع:

فإن شارب الدخان يسيء إلى مجتمعه ويسيء إلى كل من جالسه وصاحبه بحيث ينفخ الدخان في وجوه الناس فيخنق أنفاسهم ويضايقهم برائحته الكريهة حتى يفسد الجو من حولهم وامتد هذا الأذى فصار يلاحق الناس في المكاتب والمتاجر وفي السيارات والطائرات حتى عند أبواب المساجد بل إن بعضهم ما إن يخرج حتى يشعل السيجارة عند باب المسجد،

 ومن مضار الدخان الاجتماعية: أنه يستنزف ثروة الأمة وينقلها إلى أيدي أعدائها من الشركات التي تصدر هذا الأذى الخبيث.

فواأسفاه كيف غابت عقولهم وسفهت أحلامهم وضاقت صدورهم من قبول الحق.

بل أضرار التدخين لا تقتصر على المدخن نفسه، بل إنها تعم كل من حوله، من زوجة وأولاد وزملاء في العمل ،وأقربهم الملكان اللذان عن يمينه وشماله، وقد جاء في الحديث عنه  أنه قال: (إن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم) فالتدخين حرام شرعا,  وإياك والمجادلة ,وكن كأصحاب النبي الأمين r كانوا يشربون الخمر  حتى نزل قول الحق تبارك وتعالي ] ‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ( [سورة  المائدة فقالوا انتهينا ربنا انتهينا ربنا واقلعوا عن التدخين في التو واللحظ .

يقول أنس بن مالك كُنْتُ سَاقِيَ الْقَوْمِ يَوْمَ حُرِّمَتْ الْخَمْرُ فِي بَيْتِ أَبِي طَلْحَةَ وَمَا شَرَابُهُمْ إِلَّا الْفَضِيخُ الْبُسْرُ وَالتَّمْرُ فَإِذَا مُنَادٍ يُنَادِي فَقَالَ اخْرُجْ فَانْظُرْ فَخَرَجْتُ فَإِذَا مُنَادٍ يُنَادِي أَلَا إِنَّ الْخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ قَالَ فَجَرَتْ فِي سِكَكِ الْمَدِينَةِ فَقَالَ لِي أَبُو طَلْحَةَ اخْرُجْ فَاهْرِقْهَا فَهَرَقْتُهَا) قارن أخي الحبيب: بين هؤلاء وبين من تقول له ابتعد عن التدخين بعد أن تبين لك بأنه حرام ,بعد أن اعترفت بحرمته, يقول لك سأحاول في رمضان سبحان الملك ومن يضمن لك العمر حتي يأتي رمضان عليك وأنت حي هذا إن استجاب لك بحرمة التدخين , لكنه إذا لم يعترف بحرمته سيظل يجادلك ويجادلك بأنه مكروه .

فأين هؤلاء المدخنين من أصحاب النبي الأمين صلى الله عليه وسلم ؟

عندما سمعوا أن الخمر قد حرمت ما قال أحد منهم نشرب ما في أيدينا ثم نترك الخمر بل لم يقل أحدهم ننتظر حتى نسمع من النبي صلي الله عليه وسلم  بأنفسنا بل قالوا انتهينا ربنا انتهينا ربنا وصدق فيهم قول ربهم (وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (73).

ما العلاج ؟ أيها السادة التدخين  داء, والحمد لله أنه داء, لماذا ؟

لأن ما من داء علي ظهر الأرض إلا وله دواء كما قال نبينا r (تَدَاوَوْا  عباد الله فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلَّا وَضَعَ لَهُ دَوَاءً غَيْرَ دَاءٍ وَاحِدٍ وهو  الْهَرَمُ) أي الشيخوخة ورمضان فرصة عظيمة أخي المدخن لتتخلص منه قبل أن يتخلص منك .

 إذ ا ً ما علاج العلاج؟

 في عدة أمور أولا : الاستعانة بالله فمن أعانه الله فهو المعان ومن خذله الله فهو المخذول فاطلب العون من الله علي أن يعنيك علي ترك التدخين

الأمر الثاني : أن يتخذ قراراً حازماً لا رجعة فيه, وهو أن تترك قرناء السوء أصحاب السوء في التو واللحظ قبل أن تقول كما قال ربنا (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلا (28) ) سورة  الفرقان

فكن رجلا الآن وخذ قرارك في مفارقة أصحاب السوء أصحاب البانجو والمخدرات أصحاب السوء وامتثل لأمر نبيك rفعَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا تُصَاحِبْ إِلَّا مُؤْمِنًا وَلَا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلَّا تَقِيٌّ) ( )وينبغي ألا يقلع عنه بالتدريج ، بل يجب أن يقلع عنه دفعة واحدة ودعك من هذه الحجج الباطلة بأنك ستتدرج في الإقلاع في رمضان وهل تضمن أن تعيش إلي رمضان المقبل ؟

الأمر الثالث : في التوبة والرجوع إلى الله تعالى والندم علي ما فعلت وأعلم أن باب التوبة مفتوح لا يغلق أبدا ,فتب إلى ربك و اندم على ما فعلتِ, فالله كريم يقبل توبةَ التائبين ، ويغفر ذنوب المستغفرين .. ويمحو سيئات النادمين ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) [سورة  [التحريم:8] 

فاحذر أيها المدخن من سوء الخاتمة, يارب سلم احذر  أن تموت وفي يدك السيجارة عندئذ تموت علي معصية وتبعث عليها فماذا تقول لربك ؟ ونسمع كثيرا فلان مات وهو يطلب التدخين وفلان مات وهو يدخن يارب سلم  لماذا ؟ لان إدمان المعصية تؤثر على صاحبها عند الموت فلا يستطيع أن ينطق  بكلمة التوحيد.

 وكيف ينطق بلا إله إلا ا لله من غفل فى دنياه  عن ذكر مولاه واتبع هواه ، وكان أمره فرطا؟

كيف ينطق بكلمة التوحيد من عاش علي التدخين, والمخدرات ,والبانجو ,وعلي  الزنا ,وعلي النظر إلي الرقصات ..

وصدق ابن كثير إذ يقول(لقد أجرى  الله الكريم عادته بكرمه أنه من عاش على شيء مات عليه، ومن مات على شيء بُعث عليه)أفق فأفق من غفلتك , وأحضر قلبك من بيتك , وأعلم بأنه لا نوم أثقل من الغفلة ولا نذير أبلغ من الشيب , ولا رق أملك من الشهوة . فاغتنم الفرصة قبل فوات الأوان واغتنم حياتك قبل موتك وصحتك قبل سقمك وشبابك قبل هرمك وفراغك قبل شغلك 

أيها المغتر بطول الصحة  أما رأيت ميتا من غير سقم   !!أيها المغتر بطول المهلة  أما رأيت ميتا من غير مهلة  !! أبالصحة تغترون أم بطول العافية تمرحون أم من الموت تأمنون  !!

رحم الله عبدا عمل لساعة الموت , رحم الله عبدا عمل لما بعد الموت!!!

 أيها الساكن في دار الفرقة و الرحيل أيها الضاحك في مواطن البكاء والعويل لا تركن إلي دار الغرور فليس لعاقل إليها ركون ولا عليها تعويل ( قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلا ) [سورة  النساء (77).

يا من يجيب العبد قبل سؤاله****  ويجود للعاصين بالغفران

وإذا أتاه الطالبون لعفوه *****      ستر القبيح وجاد بالإحسان

 

_______________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »